الطراز الجنوبي في المملكة العربية السعودية
تتباهى كل من المدن الكبرى في العالم بمجموعة من الطرز المعمارية الخاصة بها والتي تعطي انطباعا مختلفا عن المدن الأخرى. والمنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية لها طرازها الخاص والمميز عن باقي مناطق المملكة. فقد اثرت طبيعة المنطقة الجبلية المرتفعة ومناخها الرطب على سمات العمارة بالمنطقة.
نتعرف على عدة نماذج من مختلف أنحاء الجنوب:
رجال ألمع (عسير)
قصر شدا (عسير)
يقع قصر شدا في وسط مدينة أبها حيث تم تشييده عام 1348هـ بتوصية من الملك عبد العزيز للشيخ عبد الوهاب أبو ملحة مدير مالية أبها آنذاك، وكان بمثابة القلب النابض لمدينة أبها لفترة من الزمن. يأخذ شكل المباني الصخرية، ويرتفع لعدة طوابق تضيق كلما اتجهنا للأعلى، ويحمل سمات العمارة المحلية، وقد زينت أركانه بحلي زخرفية وكرانيش موجودة على الدور العلوي وفتحات طويلة، وقد تم ترميم القصر وحول إلى متحف ويضم بين أدواره الأربعة العديد من الأدوات المنزلية القديمة والأدوات الزراعية والأسلحة والأزياء القديمة وبعض المخطوطات والمسكوكات.
قرية ذي عين (الباحة)
قصر أبو السعود (نجران)
أحد أهم معالم نجران القديمة. يضم القصر الذي صمم في البداية بوصفه قلعة عسكرية، 60 غرفة موزعة على عدة طبقات، ويحتوي على مسجدا مبني من اللبن والقش وسعف النخيل، وغرفة المؤذن، وغرفة المحكمة، وكذلك خمس غرف استخدمت مكاتب رسمية، علاوة على مجلس الأمير، وهناك غرف للطعام وإعداد القهوة والمخزن. وفي فناء القصر بئرا، ترجع إلى عصر ما قبل الإسلام مطوي الجزء السفلي منها باللبن المحروق، بينما أكمل الجزء العلوي منها أثناء عملية الترميم الأخيرة التي نفذتها الهيئة العامة للسياحة والآثار.
بيت أحمد الرفاعي (جازان)
بيت حسين الرفاعي (جازان)
تعود ملكيت بيت حسين الرفاعي حاليا لأسرة الرفاعي في جزيرة فرسان في منطقة جازان، يتكون هذا المنزل الأثري القديم من بوابة رئيسة كبيرة وجميلة، تتميز بنقوشها وخطوطها وزخارفها الفريدة المتأثرة بالفن الإسلامي البديع، وفيه مجلس استقبال كبير، يحتوي على كثير من فنون الخط العربي والنقوش الجميلة والرفوف المتناسقة.
وحول تصميم المنازل ذات الطوابق المتعددة في المنطقة الجنوبية، فقد خصص الطابق الأول لمخازن الحبوب والأطعمة، حيث يتوفر بداخلها نوافذ تطل على الخارج. والمطبخ، وخزان الماء، ومكان الغسل غالبا ما كان في الطابق الثاني، الذي يحتوي أيضا على غرفة واحدة أو غرفتين، تخص إحداهما كبير العائلة، إلى جانب فسحة مكشوفة تتم فيها الأعمال المنزلية، ويحيط بها جدار عال لستر ما في البيت.
والجدير بالذكر هنا أن أشكال وأساليب العمارة في جنوب المملكة جذبت اهتمام الكثيرين من العلماء الأجانب، ومنهم الدكتور الفرنسي، ثيري ميور، بالإضافة إلى الدكتور نيلسون الذي تطرق إلى مسمى «حصن» دلالة منه على أن البيوت في جنوب السعودية لها أهمية عند قاطنيها ومدى حاجتهم لها كحصن منيع يقيهم شر الدخلاء.
وهذا بحد ذاته يقر مدى تميز العمارة في تلك المناطق، ويعكس ثقافة حياتية بيئية ما زال أبناؤها يحافظون عليها ويكتبون حولها.
الكاتب/ سلمى بنت إبراهيم المحيذيف